وقفت ضُحى متنحة من المنظر
لقيت مِهاد بعد ما كانت واقفة بتحاول تقرب لسُليمان فجأة بقيت مرمية في الارض
-لقد أخبرتكِ الف مرة ألا تقتربي متراً واحدا مني الا تفهمين
مِهاد اتكلمت وعينيها كلها حسرة ووجع
-ما بها أكثر مني ماذا فعلت هي لك اكثر مما فعلتهُ أنا كي تُتيم بها الي هذا الحد
اتعدلت من علي الارض وقريت منه وكملت
-أحببتُك منذ أول يوم دخلت فيه القصر لم يكن بيدي حيلة فعلت كل ما أستطيع فعله فقط لتنظر أليٰ نظرة واحدة كما تنظر إليها لأشعر يوماً بأهتمامك بي كما تفعل معها كنت مستعدة لأقدم لك جسدي دون أن تطلب حتى
بعد عنها خطوتين وبصلها بأشمئزاز
-هذه مشكلتكِ يا مِهاد أنكِ رخيصة وستظلين هكذا
مشي وسابها وراه وقبل ما يخرج من الباب وقفته بكلامها
-سأجعلها مسخاً لا تطيق حتى رؤيته ياسُليمان
لف وشه ليها بكل غضب وقسوة وقال
-فكري فقط بالأقتراب منه أو مساس شعرة من رأسها وأقسم لكِ حينها لن يجدوا لكِ جُثة تُصلى عليها
كل ده كانت مراقباه ضُحى سمعت كل كلامهم وكل حاجة قالها سُليمان، لا أرادياً حست بفرحة وأمان شعور جديد وغريب عنها مكنتش حست بيه قبل كده واتخول خوفها من الي حصلها لأمان وطمأنينة للحظة حبت وجودها جنبه ووجوده في حياتها حست أن حياتها اتملت بعد ما كانت فاضية
كملت تمشية في القصر بسعادة أكتر نسيت نفسها وهي بتتمشى لغاية ما وصلت لاخر دور كانت ساحة واسعة جداا ومرتبة بشكل جميل فيها أريكة مزخرفة بالوان جميله وفرشة قطنية ناعمة مفروشة عيلي الارض عليها خداديات حريرية
راحت قعدت علي الأريكة وهي مغمضة عيونها وبتتنفس براحة مالية قلبها
فتحت عيونها وفضلت تتفرج علي تفاصيل البدر طالما كانت دي هوايتها المفضلة لكل شهر
-أنها المرة الأولى التى أرى فيها شمسً تتطلع لقمر
بصت ضُحى جنبها لقيته سُليمان
ابتسمت لا شعورياً
-اشمعنى شمس يعني
-لانه لا يليقُ بكِ غير أن تكوني شمسً، القمر يأخذ جماله ولمعانه منها لولاها ما أضاء القمر ولا أضاء قلبي
ابتسمت بخجل فهمه ومكملش كلامه خاف أنها تتضايق منه تاني
-تعالي
-فين
-سأُريكِ الأن
قامت معاه مشيوا شوية وبعدين وقفها قصاد حاجة كبيرة كانت متغطية
-اي ده
-ازيحي الغطاء عنه
شالت ضُحى الغطا ذُهلت لما شافت الي قدامها فضلت متنحة وفاتحة بقها
-ألم يعجبك؟
-معجبنيش اي ده تحفة
بجد انا مش مصدقة ده تلسكوب لا ده تلسكوب بجد انا مش مصدقة
-كُنت أود أن أفاجأكِ به يوم عقد القران ولكن لم استطع
-انت…..انت ازاي عرفت أني نفسي فيه
-ألم أُخبركِ من قبل أنني أعلم خوفك وما بجوفك
-ايوة بس احنا في زمن مفهوش الحاجات دي
-ماذا تقصدين
-اقصد ازاي عرفته وجبته منين
-كيف كيف عرفته أنا من صنعتهُ لكِ استغرق الأمر مني سنتين أخذت اقرأ كثيرا من كتب أبن النفيس وبعد العلماء الأغريق خفيةً عنكِ كي لا أفسد المفاجأة حتى توصلت لهذا الشئ……..ماذا كان اسمه
-تلسكوب
-جربيه الأن ليسجل التاريخ نجمة تنظر لأقاربها
فصلت صُحى منبهرة بيه جربته كتير جدا بصت علي كل حاجة في السما حرفيا فضلت مبسوطة وبتتفرج
بصت عليه لقيته واقف جنبها بيتفرج عليها هي
-مش حابب تجربه
-بالطبع
أحده منها ووجه العدسة عليها
فضلت تضحك بهستيرية علي تصرفه
-ما المُضحك الأن أنظر الي سمائي هل تمانعين
-لا مش همانع
ده انت عديت الهندي ياراجل
-من
-ولا حاجة…..اي ده لحظة انت مش ملاحظ حاجة غريبة
-ماذا؟
-انت فاهم لهجتي من غير ما اتكلم لغة عربية ازاي حصل ده
-لا ادري ولم اُلاحظ أيضاً ولكن حتى لو تكلمتي بالأعجمية سأتعلم قاموسا لكي أتحدث معكِ
-انا حاسة أن الوقت أتأخر اوي هنزل انام
جريت ضُحى من قدامه للحظة خافت،افتكرت أن مش هي ضُحى المقصودة وانها راجعة تاني لعالم ضلمة ووحدة وشعور الخوف
جريت من قدامه وسابته واقف يفكر في تصرفاتها معاه
دخلت اوضتها حست بالتعب طفت الانوار كلها ودخلت في الغطى علي السرير وبدأت تنام لأول مرة من غير خوف وتفكير في بكرة
لسه هتروح في النوم ولقيت فجأة حاجة بتمشي علي رجلها
كدبت شعورها في البداية وحاولت تتجاهله،الحركة ذادت علي رجلها أكتر وجسمها كله اتفزعت فجأة تبص حواليها لسانها وقف مكنتش قادرة تنطق السرير كله تعابين كبيرة وافاعي ملفوفة علي رجلها وطالعة لباقي جسمها…………….
#اين_أنا
ضُحى ربيع
رواية ما تخبأه لنا اقدارنا ح 19الاخيره